المفعول لأجله
الفصل السادس المفعول لأجله تعريفه : مصدر منصوب يذكر لبيان سبب وقوع الفعل ، أو ما دل على الوقوع ، ويسمى المفعول له ، والمفعول من أجله . وهو جواب مقدر لسؤال يبدأ بـ : لم ، أو لماذا . ويشترط فيه أن يتحد مع عامله " وهو ما جاء المفعول لأجله يبين سببه " في الزمان والفاعل . نحو : أقرأ حبا في القراءة . حبا : مفعول لأجله ، وهو مما توفرت فيه كل الشروط التي ذكرنا سابقا ، فهو مصدر الفعل " حبّ " ، ويبين سبب وقوع الفعل " أقرأ " ، لم أقرأ ؟ الجواب : حبا . وهو متحد معه في الزمان بمعنى أن القراءة والحب حادثان في آن واحد ، وليست القراءة في وقت غير وقت الحب . وهو متحد معه في الفاعل بمعنى أن القراءة والحب فاعلهما واحد وهو المتكلم ، فأنا أقرأ ، وأنا أحب . 76 ـ ومنه قوله تعالى : { ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله }1 . تنبيه : إذا فقد المفعول لأجله شرطا من الشروط السابقة وجب حينئذ جره . مثال ما فقد المصدرية : سافرت إلى القاهرة للمعرض . فالمعرض سبب السفر إلى القاهرة ، ولكنه ليس مصدرا . ومثال ما فقد الاتحاد في الزمان : انتظرتك للحضور غدا . فالحضور مصدر يبن سبب الانتظار ، وهو متحد مع فعله في الفاعل ، فالانتظار والحضور من المتكلم ، غير أن الحضور سيكون غدا في وقت غير وقت الانتظار . ومثال ما فقد الاتحاد في الفاعل : سررت لإكرامك الضيف . فإكرام مصدر يبين السبب ، ومتحد مع الفعل في الزمن ، غير أن فاعل سرّ هو تاء ـــــــــــ 1 ـ 265 البقرة . المتكلم ، وفاعل إكرام الكاف ضمير المخاطب ، الذي هو فاعل في المعنى ، وهو الآن مضاف إليه . ورغم استيفاء المفعول لأجله للشروط كلها إلا أنه يجوز أن يأتي مجرورا . نحو : حضرت لتلبية دعوته . نوع المصدر الذي يقع مفعولا لأجله : ليست كل المصادر مناسبة لأن تكون مفاعيل له ، ولكن من المصادر المناسبة ما كانت تعبر عن رغبة من القلب ، أو عن شعور وإحساس ، ومن هذه المصادر : خشية ، ورغبة ، وإكراما ، وإحسانا ، وحبا ، وتعظيما ، واستبقاء ، ونفورا ، وإجلالا ، وإكبارا ، وطلبا ، وتلبية ، وشوقا ، وعونا ، واعترافا ، وأنفة ، وإباء ، وحياء ، وتفانيا ، وابتغاء ، وخوفا ، وطمعا ، وحزنا ، ورأفة ، وشفقة ، وإنكارا ، واستحسانا ، واطمئنانا ، ورحمة ، وإعجابا ، وإرضاء ، ومواساة ، وتوبيخا ، وزلفة ، ونصحا . ولا تأتي مثل هذه المصادر مفاعل له لأنها ليست صادرة من القلب ، وإنما صادرة من الجوارح . وهي : دراسة ، وقراءة ، وكتابة ، وإملاقا ، وعلما ، ووقوفا ، ونحوها . فلا يصح أن نقول : سافرت إلى مصر علما . وإنما نقول : طلبا للعلم ، أو للعلم . العامل في المفعول لأجله : يعمل في المفعول لأجله غير الفعل ما يشبه الفعل وهو التالي : 1 ـ المصدر . نحو : الارتحال طلبا للعلم واجب . 2 ـ اسم الفاعل . نحو : محمد مسافر طلبا للعلم . 3 ـ اسم المفعول . نحو : أنت مغبون حسدا لك . 4 ـ صيغ المبالغة . نحو : أحمد شغوف بالعلم رغبة في التفوق . 5 ـ اسم الفعل . نحو : حذار المنافقين تجنبا لنفاقهم . أحكام المفعول لأجله الإعرابية : 1 ـ الأصل في المفعول لجله النصب ، ويجب نصبه إذا تجرد من " أل " التعريف ، والإضافة . نحو : وقفت للمعلم إجلالا . وسافرت رغبة في الاستجمام . غير أن هذا النوع يجوز فيه الجر أيضا . نحو : سافرت للرغبة في الاستجمام . 77 ـ ومنه قوله تعالى : { أفنضرب عنكم الذكر صفحا }1 . وقوله تعالى : { ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا }2 . وقوله تعالى : { إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد }3 . 39 ـ ومنه قول المتنبي : وأغفر عوراء الكريم ادخاره وأعرض عن شتم اللئيم تكرما 2 ـ أن يكون معرفا بأل التعريف والأنسب فيه أن يكون مجرورا إذا سبق بحر الجر . نحو : حضرت للاطمئنان عليك . وذهبنا إلى الريف للاستجمام . ويجوز فيه النصب أيضا إذا تجرد من حرف الجر . فنقول : ذهبنا إلى الريف الاستجمامَ . 40 ـ ومنه قول الشاعر : لا أقعدُ الجبنَ عن الهيجاء ولو توالت زمرُ الأعداء 41 ـ ومنه قول الآخر : فليت لي بهم قوما إذا ركبوا شنوا الإغارةَ فرسانا وركبانا 3 ـ أن يكون مضافا ، وفيه يتساوى النصب والجر . نحو : تأني المتسابق في تلاوته خشية الوقوع في الخطأ . ويجوز أن نقول : تأنى المتسابق في تلاوته لخشية الوقوع في الخطأ . ــــــــــــ 1 ـ 5 الزخرف . 2 ـ 231 البقرة . 3 ـ 6 ، 7 الصافات . 4 ـ 121 الحشر . 78 ـ ومنه قوله تعالى : { لو أنزلنا هذا القراء على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله }4 . ومنه قوله تعالى : { ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله }1 . 79 ـ وقوله تعالى : { ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق }2 . وقوله تعالى : { يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت }3 . ومنه قول المتنبي : ومن ينفق الساعات في جمع ماله مخافة فقر فالذي فعل الفقر تنبيهات وفوائد : 1 ـ يجوز تقديم المفعول لأجله على عامله ، سواء أكان منصوبا ، أم مجرورا . نحو : طلبا للاستشفاء سافرت إلى مصر . وتكريما له منح الجائزة . ونحو : لطلب الاستشفاء سافرت إلى مصر . ولتكريمه منح الجائزة . 42 ـ ومنه قول الشاعر : ـ فما جزعا ـ ورب الناس ـ أبكي ولا حرصا على الدنيا اعتراني 43 ـ ومنه قول الآخر : طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب 2 ـ إذا سبق المفعول لأجله بحرف الجر ، لا يعرب مفعولا لأجله ، وإنما يعرب جارا ومجرورا . 80 ـ نحو قوله تعالى : { ولا تقتلوا أولادكم من إملاق }4 . وقوله تعالى : { وإن منها لما يهبط من خشية الله }5 . ــــــــــــ 1 ـ 265 البقرة . 2 ـ 31 الإسراء . 3 ـ 19 البقرة . 4 ـ 151 الأنعام . 5 ـ 74 البقرة . 44 ـ ومنه قول الشاعر : وإني لتعروني لذكراك هزة كما انتفض العصفور بلله القطر 3 ـ يجوز حذف المفعول لأجله ، ويبقى لفظ يدل عليه ، ويغلب هذا الحذف قبل مصدر مؤول من أن وما بعدها . 81 ـ نحو قوله تعالى : { يبين الله لكم أن تضلوا }1 . فحذف المفعول لجله قبل المصدر " أن تضلوا " . والتقدير : خشية أن تضلوا . ومنه قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة } 2 . وقوله تعالى : { ولا تجهروا بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم }3 . ـــــــــــ 1 ـ 176 النساء . 2 ـ 6 الحجرات . 3 ـ 2 الحجرات . نماذج من الإعراب 76 ـ ومنه قوله تعالى : { ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله }1 . 77 ـ ومنه قوله تعالى : { أفنضرب عنكم الذكر صفحا }1 . 39 ـ ومنه قول المتنبي : وأغفر عوراء الكريم ادخاره وأعرض عن شتم اللئيم تكرما 40 ـ ومنه قول الشاعر : لا أقعدُ الجبنَ عن الهيجاء ولو توالت زمرُ الأعداء 41 ـ ومنه قول الآخر : فليت لي بهم قوما إذا ركبوا شنوا الإغارةَ فرسانا وركبانا 78 ـ ومنه قوله تعالى : { لو أنزلنا هذا القراء على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله }4 . 79 ـ ومنه قوله تعالى : { ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله }1 . 42 ـ ومنه قول الشاعر : فما جزعا ـ ورب الناس ـ أبكي ولا حرصا على الدنيا اعتراني 43 ـ ومنه قول الآخر : طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب 80 ـ نحو قوله تعالى : { ولا تقتلوا أولادكم من إملاق }4 . 44 ـ ومنه قول الشاعر : وإني لتعروني لذكراك هزة كما انتفض العصفور بلله القطر 81 ـ نحو قوله تعالى : { يبين الله لكم أن تضلوا }1 .
تعليقات
إرسال تعليق