المشاركات

عرض المشاركات من 2023

من البلاغة القرآنية (وقفة عند آيتين من كتاب الله

قال تعالى: ( تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر) القمر، وقال : (فترى القوم فيها صرعى كأنّهم أعجازُ نخلٍ خاويةٍ) الحاقة ، التشبيه مرسل مجمل إذ ذكرت فيه الأداة وحذف وجه الشبه. في الآيتين تصوير لمصارع عاد قوم هود إذ أهلكوا بريح صرر ، وننظر في التشبيهين ونتأمل القيدين ( منقعر ) و(خاوية) فنجد انسجام كل قيد في سياقه الذي ورد فيه . نلحظ في سورة القمر قوله مُّنقَعِرٍ فذّكر النخل ، وقال في الحاقة كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَة ٍ فأنثها ، قال المفسرون : في تلك السورة كانت أواخر الآيات تقتضي ذلك لقوله (مُّسْتَمِرٌّ)،وهو جواب حسن فإن الكلام كما يزين بحسن المعنى يزين بحسن اللفظ لتوافق الفاصلة.. ففي الحاقة (فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَة ٍ) إشارة إلى حالة بعد الانقعار الذي هو بعد النزع وهذا يفيد أن الحكاية ههنا مختصرة إذ لم يشر إلى صرعهم وخلو منازلهم عنهم بالكلية، وأن القوم في تشبيه سورة الحاقة بليت أجسامهم وتآكلت ، وهذا يتلاءم مع تسخير الريح عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيام حسوماً، وينسجم مع الأوصاف المذكورة في السورة الكريمة( الحاقة..القارعة...الطاغ...